Saturday, November 17, 2012

ملائكة أسيوط



سألت أمي ماذا لو كنت أنا و أخوتي أحد ركاب الحافلة المنكوبة؟ ماذا اذا ودعتنا كعادتك بابتسامتك النقية و حضنك الدافئ لتتلقي بعد 
 ساعات قليلة ان ما تبقى من فلذات اكبادك هي أشلاء متناثرة على جانبي شريط القطار! لم تستطع أمي الاجابة و تفلتت من جانب عينها دمعة مسحتها سريعا و تركت هذه الأفكار تعصف بمخي و عقلي و كياني.

فهنالك أم في هذه اللحظة جاثية على الأرض تجمع في قطع لحم متناثرة و تهم بدفنها موهمّة نفسها ان هذه القطع ستتجمع تحت الورى لتصبح جثة لفقيدها!

اتعرف كم الوجع الذي تتكبده هذه المكلومة كلما نظرت لفتات طفلها متخيلة كم الألم الذي عانه في اخر رحلته في دنيانا؟
أتراها تلثم ما تظن انه كان في يوما خدا لوليدها؟ أتسمع النحيب و النواح الخارج من جسمها النحيل؟ أشياء لن نعرفها و تفاصيل ربما لن تخطر لأحدنا على بال!

أترى تلك الغرفة في أخر الرواق؟ كانت غرفته، اتشعر بالغصة المتكونة في قلب الأم كلما اقتربت من تلك الغرفة؟ أتراها تنسل بخيفة داخل الغرفة شاردة تبحث في أرجائها عن طفلها؟ أتسمع ندائها؟ أتراها تنهار على الأرض تلطم خديها بعنف و تدعي على نفسها بالموت؟

أن لم ترى كل هذا أفحسبك احمق و اعمى متبلد المشاعر!

رحمكم الله أحبتي و صبر أهلكم.

No comments:

Post a Comment